هذه قصة حب أصلها ثابتٌ، وفرعها في السماء
وا لهفاه! وا عيناه!
بكى «بحار الدين يوسف حبيبي» بكاء لا تتحمل الأرض والسماء في حمله، وما زال يفيضُ الدمعَ ليطفأ نارَ الفراق من قلبه. فأصابه غمًّا بغمٍّ حتى يكادُ الحزنُ يخطفُ حياتهُ، وربما يودّ أن يلقي مماتَهُ. يا أسفى على عويصة حزنٍ، حملها وهنا على وهنٍ، فكلت عن وصفها العباراتْ، فوقف في غوامض الإشاراتْ
ما أبكى حبيبي؟!
قد فقد خيرَ متاعِ الدنيا أي زوجته المحبوبة «حَصرِي عينٌ بساري» المشهور بـ «عينٌ». لن ترى مثلها «عينٌ»، سيما هي من الجاويات القانتات التائبات العابدات الاتي شغفنَ قلوبا، واتخذن الله ورسوله حبيبا. قد أصبحت «عينٌ» عينًا يشرب بها «حبيبي» طول المدى، وأصبحت عينًا تنيرُ في جوف الليل الدجى. كان «حبيبي» يعتقد أن الموت حق، ولكن فراقٍ الحبيبِ أشق! إلى الله يعولُ كأن المتنبي يقول:
بأبي من وددته فافترقنا ♡ وقضى الله بعد ذاك اجتماعا
فافترقنا حولا فلما التقينا ♡ كان تسليمه علي وداعا
«حبيبي» لا يزال يتذكر طللَ حورٍِ عينٍ التي أنفقتْ عمرها له أناء اليل وأطراف النهار، و«عينٌ» منقوشةٌ في مهجته ما دامَ القمر يستغفر بالأسحار. وا عيناه! نحن من نفسٍ واحدة لا ننفك أبدا! و إن الله في حبّنا لشهيدُ، وهكذا المحبون تراهم سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الحبّ شديدُ.
الحبُّ عاهةُ قلبٍ لا أريدُ شفا ♡ شفاءه في لقاء المرء من شغفا
وقال حجة الإسلامِ عن الحبّ:
سقمي في الحب عافيتي ♡ ووجودي في الهوى عدمي
وعذابٌ يرتضون به ♡ في فميأحلى من النَّعم
ما لضرٍّ في محبّتكم ♡ عندنا والله من ألمِ
قبل اليوم إنتقل إلى الرفيق الأعلى مولانا «حبيبي»، واحتضنت روحُه روحها، فانضمت روحان في كنه المحبة وجمالها، الحبُّ يدومُ إن يوثقه حبل الوفاء، هذه قصة حب أصلها ثابت، وفرعها في السماء.
البروفيسور الدكتور «حبيبي» رئيسُ الجمهورية الإندونيسية الثالث الذي استطاع أن يحل أزمة إقتصادية في عام ١٩٩٩ م. برع في علم الفزياء والكمياء والرياضيات. درس في ألمانيا وفاق أقرانه وهو من أذكياء البشر. أبدع في صناعة الطائر حتى تفخر به إندونيسيا، رحمه الله رحمة واسعة
وداعًا وداعا يا حبيبي فإنك ♡ وإن مت فالآثار منك حياةُ
مدينة البعوث الإسلامية، ١٢ سبتمبر ٢٠١٩
كتبه الفقير الحقير، شهاب الشيباني [بابان]